نيزك سقط بالمغرب يُعيد الأمل بمؤشرات حياة خارج كوكب الأرض


كشفت دراسة علمية جديدة وجود مؤشرات تفيد بوجود مكونات حياة خارج كوكب الأرض، بعد تحليل معمق لنيزكين أحدهما سقط سنة 1998 بالمغرب، يبلغ عمرهما حوالي 4.5 مليارات سنة.
وحسب ما جاء في المجلة العلمية الأمريكية "Science Advances"، فالأمر يتعلق بنيزكين أطلق عليها اسم "موناهانز” و”زاك"، حيث اكتشف العلماء احتواءهما على مكونات الحياة، خصوصاً المياه السائلة والأحماض الأمينية وبعض المواد العضوية، بعد إخضاعهما لتحليل كيميائي.
وتقدم هذه الدراسة أول تحليل عضوي شامل للمركبات العضوية القابلة للذوبان وغير القابلة للذوبان الموجودة في البلورات الصغيرة جداً في النيازك، التي تتضمن ماء مالحاً وتسلط الضوء على طبيعة ونشاط السوائل المالية على الجسم الأم لها.
وقالت صحيفة "سي إن إن" الأمريكية، في مقال حول هذا الموضوع، إنه "على الرغم من أن هذا الاكتشاف ليس دليلاً قاطعاً على وجود حياة خارج الأرض، فإن آثار المياه التي وُجدت في الجزئيات الدقيقة للنيزكين يمكن أن يكشفا أسراراً حول النظام الشمسي للكون".
وقبل أن يصطدم النيزكان بالأرض سقط أحدهما في ولاية تكساس في مارس من عام 1998 والآخر في المغرب في شهر غشت من السنة الماضية، عاشا في منطقة حزام الكويكبات داخل النظام الشمسي لمليارات السنين.
وقال كويني شان، أستاذ باحث من الجامعة المفتوحة في المملكة المتحدة، إن التحليل العضوي لبلورات وُجدت في النيزكين تشير إلى أن المادة العضوية نشأت من جسم غني بالماء، ويرجح أن يكون هذا الأمر له علاقة بكوكب سيريس الذي يعدّ مصدراً رئيسياً للنيازك التي تسقط على الأرض.
وأضاف الأستاذ الجامعي المشارك في إعداد الدراسة: "إنها المرة الأولى التي نجد فيها المواد العضوية بشكل كبير والمرتبطة بالماء السائل الذي يشير إلى أصل الحياة وأصل المواد العضوية المعقدة في الفضاء”، مشيراً إلى أن خلاصات الدراسة تؤدي إلى الاستنتاج بأن أصل الحياة ممكن في أماكن أخرى، كما أن هناك مجموعة كبيرة من المكونات ضمن هذه النيازك قديمة جداً والتي من المرجح أن تكشف التركيب الأولي للنظام الشمسي.
ويوجد النيزكان المعنيان بهذه النتائج في مركز جونسون التابعة للوكالة الأمريكية للفضاء "ناسا" بتكساس. وقد تطلبت الدراسة، التي تأتي بعد عشرين عاماً من سقوط النيازك، تحليلاً معمقاً استمرت لسنوات لدراسة البلورات واستخدام تقنية الأشعة السينية المتقدمة لدراسة العينات في مختبر تابع لوزارة الطاقة الأمريكية.
ومن شأن هذه النتائج أن تعطي احتمالات عدة لكيفية انتقال المواد العضوية من مكان إلى آخر في الفضاء، وربما يحتاج العلماء اليوم إلى إعادة التفكير في العمليات التي أدت إلى تكون المواد المتدخلة في النيازك، إذ يتجلى أن الأمور ليست بسيطة كما يُعتقَد.
المصدر https://www.hespress.com/sciences-nature/378245.html


تعبيراتتعبيرات