السديم الكوكبي
يحتوي هذا النوع من السدم عندما يصبح متقدما في العمر ويكون قد أحرق كل مخزونه من الهيدروجين وتحول الى الهليوم في مركزه، وتحول ايضا الهليوم إلى الكربون والاوكسيجين، حينها تصل
التفاعلات النووية إلى النهاية في مركز النجم، وبينما يستمر الهليوم الذي يحترق في
القشرة الخارجية مما يجعل هذا النجم يتمدد ويكبر في الحجم وتصبح الطبقات الخارجية
للنجم غير مستقره بسبب ذلك ويفقد النجم كتلته في شكل رياح نجمية قوية، ويسبب ذلك
الاختلال طرد الجزء الهام من كتلة النجم من الطبقة التي تمدت ويبقى قلب النجم ساخن
جدا ويصبح نجم صغير في مركز السديم يبعث بالإشعاع ذو الطاقة العالية. وعمر هذا النوع من السدم قصير فقد يستمر لعدة الآف او عشرات الالآف من السنين ثم
يتبدد بعد ذلك، ويبرد النجم ويتحول الى قزم ابيض، وليس لهذا النوع من السدم أية
علاقة بالكواكب ولكنها اشتهرت بهذا الاسم لأنها ترى في المناظير الصغيرة مثل
الكواكب، وسمشنا ستنتج سديم كوكبي في غضون 5 بليون سنة.
يعتبر 95 % من النجوم التي نراها
في مجرتنا درب التبانة ستصبح في النهاية سدم كوكبية، من ضمنها الشمس، أما الـ 5 % الأخرى من النجوم،
تلك التي لها كتلتها أكثر من ثمان مرات من شمسنا ستنتهي حياتهم كسوبرنوفا.
|
التسمية "سديم كوكبي" هي تسمية قديمة وليست لها علاقة بالكواكب، ولكنه يعتبر خطأ في التسمية. فقد ظهرت هذه التسمية قبل أكثر من قرن عندما كانت المناظير المستخدمة وقتها صغيرة، وحدث وأن شاهدوا تلك السدم كجسم مضغوط مستدير وذو لون أخضر فأعتقدوه مثل كوكب متأثرين بمشاهدتهم لكوكب اورانوس، واستمر إستخدام هذه التسمية إلى يومنا هذا.
وعلى كل حال السدم الكوكبية لم تصنع من الكواكب، ولا توجد كواكب مرئية داخل هذا السديم، أي ليست لها علاقة بالكواكب نهائيا. وهي بالأحرى المادة الغازية والغبار التي طردت من نجم قد شاخ في العمر قبل موته. وإن أفضل اسم يطلق لهذه السدم هي "سدم الطرد"، بإعتبارها سحب من الدخان مثل الدخان الذي ينبعث من جمر محترق.
نهاية الشمس وتكون سديم كوكبي
تنتج الشمس كل حرارتها كأي نجم في داخلها، في المركز، هذه الحرارة تدفئ الأرض وتحمي الشمس من حدوث إنهيار جذبي داخلها. الوقود الذي تستخدمه الشمس أو أي نجم هو الهيدروجين، حيث تتحول نوى الهيدروجين إلى الهليوم منتجة تلك الحرارة الهائلة.
وفي خلال خمسة بليون سنة سيسنفذ وقود الهيدروجين داخل الشمس، ويتبقى الهليوم الصافي تقريبا، الجاذبية ستجبر القلب المستهلك للإنكماش وتضغطه ويصبح أحر وأسخن من ذي قبل. درجات الحرارة العالية تلك ستشعل رماد الهليوم والنتيجة تكون نوى كربون وإرتفاع متزايد لدرجات الحرارة. وستكون هناك إطلاق ثاني للحرارة ويكون عنيف وعاصف، تزداد بتأثيره إضاءة سطح الشمس بألاف المرات. في خلال تلك الفترة تتسبب تلك الحرارة بإنتفاخ الطبقات الخارجية للشمس مشكلة ما يسمى عملاق أحمر.
ذلك العملاق الأحمر سينتفخ ويتمدد بحيث يكون مداري كلا من كوكبي عطارد والزهرة داخل هذا التمدد. وسيحدث أن كلا من الشروق والغروب على الأرض سيأخذان ساعات معدودة، وتظهر الشمس ناصعة الحمرة وضخمة بحيث تملأ نصف السماء. المياه في المحيطات ستغلي وتتبخر وتتسرب إلى الفضاء الخارجي مع الغلاف الجوي. الحرارة الإشعاعية الحادة ستحول سطح الأرض إلى طبقة سميكة صلبة كالفخار. بمعنى أن الأرض ستتحول إلى جحيم يستحيل معها الحياة بأي شكل.
وفي خلال خمسة بليون سنة سيسنفذ وقود الهيدروجين داخل الشمس، ويتبقى الهليوم الصافي تقريبا، الجاذبية ستجبر القلب المستهلك للإنكماش وتضغطه ويصبح أحر وأسخن من ذي قبل. درجات الحرارة العالية تلك ستشعل رماد الهليوم والنتيجة تكون نوى كربون وإرتفاع متزايد لدرجات الحرارة. وستكون هناك إطلاق ثاني للحرارة ويكون عنيف وعاصف، تزداد بتأثيره إضاءة سطح الشمس بألاف المرات. في خلال تلك الفترة تتسبب تلك الحرارة بإنتفاخ الطبقات الخارجية للشمس مشكلة ما يسمى عملاق أحمر.
ذلك العملاق الأحمر سينتفخ ويتمدد بحيث يكون مداري كلا من كوكبي عطارد والزهرة داخل هذا التمدد. وسيحدث أن كلا من الشروق والغروب على الأرض سيأخذان ساعات معدودة، وتظهر الشمس ناصعة الحمرة وضخمة بحيث تملأ نصف السماء. المياه في المحيطات ستغلي وتتبخر وتتسرب إلى الفضاء الخارجي مع الغلاف الجوي. الحرارة الإشعاعية الحادة ستحول سطح الأرض إلى طبقة سميكة صلبة كالفخار. بمعنى أن الأرض ستتحول إلى جحيم يستحيل معها الحياة بأي شكل.
لا يدوم الهليوم طويلا، وفي أقل من بضعة مئات ملايين السنين، بعدما
تحول الهليوم إلى كربون غير قابل للإحتراق، ينكمش قلب النجم فجأة إلى النصف (خلال الآف السنين)، وتحشر كتلة النجم الحالية الحارة (حوالي مليون
درجة)، وتصبح كثيفة (تقدر بطن لكل حجم ملعقة الشاي) وتصبح كرة في مثل حجم الأرض.
هذه الكرة المتبقية تسمى قزم أبيض.
خلال المراحل الأخيرة ستبدأ الطبقات الخارجية للشمس بالإنهيار نحو
المركز في الداخل، لكن المادة الأساسية ستشتعل وهي في طريقها للداخل، يتسبب ذلك في
إختلال وتذبذب السطح الخارجي. في النهاية ستلفظ حوالي 40 % من كتلة الشمس إلى
الفضاء، وتنتشر خلال النظام الشمسي وما بعده ويستمر إنفصال الطبقات الخارجية طبقة
طبقة أعمق فأعمق، في شكل مجموعات من الفقاعات الكروية، والتي قد تتجمع معا في
النهاية في شكل هالة عملاقة. والتي تلاحظ من بعيد في شكل سديم، هو السديم الكوكبي.
عندما تنتهي تلك العملية، يظهر
قلب الشمس السابق كقزم أبيض من خلال ستار من المادة المطرودة. أما الضوء النشط
المنبعث من القزم الأبيض فسوف يتفاعل مع إلكترونات الذرات الموجودة داخل سحابة
الغاز المتكونة، مما يؤدي إلى ظهور السديم بألوانه الرائعة.
هذا ما يحدث مع كل النجوم التي بحجم الشمس أو أكبر قليلا أو أصغر قليلا، تنتهي حياة نجم ليولد نجم آخر، وتتحول البقايا إلى أجرام أخرى وهكذا هي دورة حياة النجوم، والعلم عند الله وحده.
تعبيراتتعبيرات