ماهي الأبراج النجمية

الأبراج النجمية ( الكوكبات النجمية )

علم الفلك والابراج هو بحث علمي يهدف الى دراسة السماء بما فيها من نجوم ومجرات وسديم وليس له علاقة بمقدرات البشر او ما الى ذلك فكله بيد الله الواحد الذي خلق السموات والارض، والمجموعات النجمية ما هي إلا تقسيمات وهمية تهدف الى تحديد خارطة السماء، وقد بدأت الحضارات القديمة في هذا النوع من التقسيم فقد قسمت السماء الى اثنى عشر برجا او مجموعة كل برجا يعادل ثلاثون درجة أو ما يعادل الثلاثين يوماً ونتيجة لدوران الأرض في مدار بيضاوي حول الشمس فإن زاوية النظر للشمس من على الأرض تتغير خلال أيام السنة أي أن الشمس تنتقل ظاهرياً خلال الإثني عشر برجا ولتبقي في البرج الواحد قرابة الثلاثين يوماً لتكمل دورة ظاهرية واحدة خلال السنة أي خلال 365 يوم وربع اليوم.


المشهد السماوي الذي نراه اليوم لا يختلف كثيرا عما شاهده الإنسان القديم، ولكنه ليس ثابتا، مما يعني أنه وبعد مرور آلاف السنين قد يطرأ بعض التغير على أشكال ومكونات هذه الأبراج من النجوم، فقد يخرج نجم معين من كوكبة ليدخل في أخرى، وهكذا، فهو يتغير مع مرور الزمن، لكنه يحتاج إلى مدد زمنية بمقاييس كونية وليست بمعايير بشرية.

ومع تقدم العلم ووسائل مراقبة السماء تبين لنا أن المشهد السماوي الذي نراه ليست نجوم فقط بل هو حشد من نجوم وتجمعات نجوم ومجرات وسدم، لكل منها موقعها في السماء تفصل بينهم مساحات رهيبة، فيما تبدو لنا أنها نجوم متقاربة كما تخيلها القدماء على أنها مترافقة أو أنها تشكل تجمعا نجميا مترابطا، ولكن الحقيقة غير ذلك فقد تكون هذه النجوم التابعة لكوكبة معينة على مسافات متفاوتة - وهي فعلا كذلك - ولكن الفارق هو توهم المراقب من زاوية رؤيته بأن هذه النجوم تشكل تجمعا نجميا، فإن الأجرام السابحة في السماء هي ذات سرعات وأبعاد متفاوتة.


دائرة البروج

تدور الأرض حول الشمس فينتج عن ذلك إن الشمس تبدور ظاهريا أنهاتتحرك في دائرة من الكرة السماوية يقسمها نصفين. وتسمى المنطقة التي يغطّيها الإثناعشر برجا بدائرة البروج. ولكن بسبب أن دائرة البروج ليست ثابتة ولكنها تدور نتيجة لترنح محول دوران الأرض حول نفسها، لذلك فإن في عصرنا الحاضر تمر الشمس خلال 13 منزلا أثناء رحلتها السنوية الظاهرية حول الأرض. وقد كان العدد قديما هو إثنا عشر برجا، وتم إدراج برج جديد هو "كوكبة الحية" حيث لم يكن ضمن الأبراج القديمة.


مسار الشمس

تتحرك الشمس ظاهريا في دائرة من الكرة السماوية والذي يقسمها لنصفين ويسمى هذا مسار الشمس، أما الأبراح الواقعة ضمن الدائرة التي تمر بمسار الشمس فإنها تسمى الأبراج السماوية، ويقطع مسار الشمس (في وسط دائرة البروج) مستوى الاستواء السماوي بزاوية ميل تسمى ميل دائرة البروج.

الإعتدال والإنقلاب

الإعتدال Equinox هو تساوي الليل والنهار تقريبا في كل بقعة من بقاع الأرض، ويحدث ذلك عندما تكون الشمس عمودية فوق خط الاستواء بشكل مباشر، ويحدث ذلك في 20 أو 21 مارس وهو الإعتدال الربيعي في نصف الكرة الشمالي، ويحدث الإعتدال الخريفي للنصف الشمالي في 22 أو 23 سبتمبر، وتسميان أيضا بنقطتي الربيع والخريف، وأما في نصف الكرة الجنوبي فيكون على عكسه فحين يكون إعتدال ربيعي في النصف الشمالي يكون خريفي في النصف الجنوبي وهكذا.


وفي 21 يونيو تصل الشمس إلى أقرب نقطة إلى الشمال على مسار الشمس، وفي 21 ديسمبر تصل إلى أقرب نقطة إلى الجنوب. وهذان هما وقتي بداية الصيف والشتاء وتسميان أيضا بنقطتي الانقلاب (نقطتي انقلاب الشمس). وكل من نقط الربيع والخريف والصيف والشتاء يبعد عن الآخر بمقدار بمقدار 90° في المقياس السماوي.

وظاهرة الاعتدال تلك يمكن أن تحدث على أي كوكب يكون له ميل مؤثر على محور دورانه، وأكثر الكواكب إثارة هو كوكب زحل، حيث يحدث الإعتدال عندما تكون حافة حلقاته الرائعة مواجهة للشمس. لذا تظهر للمراقب من الأرض كخط رقيق. ولكن عندما ينظر إليها من الأعلى يختلف المنظر، حيث تكون من المع الكواكب رغم قلة أشعة الشمس التي يتلقاها، وقد شوهدت هذه الظاهرة للمرة الأولى خلال رحلة مسبار الفضاء كاسيني في عام 2009.

الانقلاب الشمسي Solstice هو حدث فلكي يحدث مرتين كل سنة مثل الإعتدلين، وهو عندما تصل الشمس إلى أعلى أو أدنى نقطة لها بالنسبة لخط الاستواء السماوي. ونتيجة لذلك تظهر الشمس في يوم الانقلاب كأنها قد وصلت إلى أعلى أو أدنى إرتفاع لها في الأفق عند الظهيرة. يحدث الانقلاب الشتوي يوم 21 أو 22 ديسمبر حيث تصل الشمس إلى أصغر ارتفاع خلال الظهر فوق الأفق في نصف الكرة الارضية الشمالي، أما الانقلاب الصيفي فيحدث يوم 21 أو 22 يونيو في نصف الكرة الارضية الشمالي حيث تكون الشمس في أعلى ارتفاع لها في الأفق عند الظهيرة، وعلى العكس يكون بالنسبة لنصف الكرة الأرضية الجنوبي، فبينما يكون في نصف الكرة الشمالي شتاءا يكون صيفا في نصف الكرة الأرضية الجنوبي، وإذا كان صيفا في النصف الشمالي يكون شتاءا في النصف الجنوبي.

وخلافا للإعتدال ليس من السهل تحديد وقت الانقلابين، فالتغييرات في الانحرافات الشمسية تصبح أصغر كلما إقتربت الشمس إلى الحد الأقصى أو الأدنى لانحرافها. فالأيام قبل وبعد الانقلاب وسرعة الانحراف أقل من 1/60 من الحجم الزاوي للشمس، أي ما يعادل ثانيتين فقط. مع هكذا فرق يصعب كشفه بأجهزة تقليدية مثل الإسطرلاب. كما أنه من الصعب الكشف عن التغييرات في شروق وغروب الشمس والتغيرات في زاوية السمت بسبب انكسار الضوء في الغلاف الجوي للأرض. ذلك يجعل دقة تحديد يوم الانقلاب على أساس الملاحظات خلال عدة الأيام المحيطة بالانقلاب شبه مستحيلا من دون استخدام أدوات حديثة وأكثر تعقيدا.

نظرة تاريخية

تخيل القدماء تكتلات النجوم بأشكال تتشابه مع الحيوانات والطيور وأشكال أخرى، وأطلقوا عليها أسماء الشكل الذي تخيلوه أو إستخدموا أسماء آلهتهم وأبطال أساطيرهم، سميت بأسماء يونانية ولاتينية وعربية وإغريقية، ولكن من الصعب حسم سبب تسمية كل برج من البروج بالتحديد وكيف اختيرت أسماؤها فلكل حضارة كان لكل شكل إسم، كما أن معظمها قديم قدم البشرية، بالإضافة إلى أن هناك ارتباط بين تسميات البروج والفصول الأربعة، فقد يكون القدماء قد أستخدموها ليكون وسيلة تقويم يعلمهم بالمواسم والفصول مثل مواسم الحصاد ومواعيد الأمطار وغيرها.

ويشير بعض المؤرخين إلى أن سكان دجلة والفرات منذ حوالي 3000 ق.م هم أول من أطلق معظم أسماء الكوكبات النجمية وكان حينها الاعتدال الربيعي 21 مارس تدخل الشمس ظاهرياً إلى برج الثور أي منذ عام 2825 ق.م كما تفيد الوثائق التاريخية وفي عام 450 ق.م أصبحت الشمس تدخل ظاهرياً إلى برج الحمل في (الاعتدال الربيعي) 21 مارس، وفي العام 1825 للميلاد أصبحت الشمس تدخل ظاهرياً إلى برج الحوت في 21 مارس الاعتدال الربيعي، وستبقي كذلك حتى عام 4190 م . لتغادره حينها إلى برج الدلو حيث سيكون بمشيئة الله تعالي الاعتدال الربيعي وهذا التغير في مواعيد الاعتدال الربيعي عبر مرور السنيين فإنه يصاحب ذلك التغير تغير في مواعيد الاعتدال الخريفي والانقلابين الصيفي والشتوي.

ولازال المنجمون الغربيون يتعاملون في تنجيمهم على المواعيد القديمة لمرور الشمس خلال البروج والذي أساسه دخول الشمس الظاهري لبرج الحمل في 21 مارس حيت الاعتدال الربيعي.

الكوكبات في العصر الحالي

يبلغ عدد الأبراج الرئيسية اليوم وحسبما صنفها العلماء 88 برجاً تغطي كامل النجوم المرئية في السماء، وأقر الاتحاد الدولي لعلم الفلك أسماء تلك الابراج باللغة اللاتينية، ويطلق العلماء أسماء على نجوم تلك الابراج بأحرف اللغة اللاتينية، فيكون المعها هو الحرف آلفا ثم بيتا فجاما وهكذا.

كان الإعتقاد قديما أن النجوم ثابتة ولا تتحرك، لذلك تخيلها الإنسان القديم أشكال لتجمعات تلك النجوم، والتي سميت فيما بعد أبراج أو كوكبات، وتعود معظم تلك التقسيمات بأسمائها إلى العصور القديمة، فنجدهم أطلقوا عليها أسماء آلهة أو حيوانات وأسماء أخرى لها علاقة بالأساطير السائدة حينذاك.

وفي العلم الحديث صنف العلماء حتى الان 88 مجموعة نجمية تغطي كافة انحاء السماء المرئية، ونظرا لتغير مواقع النجوم سواء كان يوميا او فصليا - التغير الفصلي مرتبط بحركة الأرض حول الشمس - ، لذلك جاء تقسيم العلماء للكواكب النجمية حسب الفصل الذي يغلب ظهورها فيه، ولهذا يقال عن كوكبات من النجوم أنها كوكبات الشتاء أو الصيف أو الخريف أو الربيع، لذلك رسم علماء الفلك خرائط النجوم لكل فصل على حدا اي اربعة خرائط للسماء خلال السنة الواحدة. وتفسير ذلك ان بزوغ نجم من النجوم يبكر كل يوم 4 دقائق زمنية عن يوم بزوغه في اليوم السابق، لذلك فإن بعد ثلاثة أشهر من بزوغه الأول سوف يتأخر عن موعده بمقدار ست ساعات، فيبدو لنا كأن النجم قد أتم دورة كاملة خلال عام تقريباً، والحقيقة أن الأرض تكون قد أتمت دورة كاملة حول الشمس.
* الموقع هو : موقع المجموعة شمال أو جنوب خط الاستواء.
** الأشهر المدرجة تختلف من مكان لأخر، وتفترض وجود الكوكبة في السماء بعد بداية الليل بقليل تقريبا، وقد تتواجد الكوكبة لأكثر من شهر، يعتمد ذلك على مكان تواجودك على الأرض.
*** التقسيم العائلي هو تجمعات من الكوكبات المتواجدة في نفس المنطقة من الكرة السماوية، وتنسب إلى أهم كوكبة داخل المجموعة والبعض تم تسمية تبعا للمناطق الأسطورية في الأساطير القديمة، وهناك مجموعتان باير ولاكييه سميت على أسماء مكتشف الشكل وهي في النصف الجنوبي. ويطلق علي التقسيم العائلي مجموعة أو تجمع الكوكبات.



تعبيراتتعبيرات